حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو الأحوص عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت"
أخرجه البخاري ومسلم ..
لا أقصد بهذا الموضوع أن أكون واعظا لكن النصيحة واجبة على كل مسلم .. وكونها واجبة فهذا يعني أن من لا يقدمها حين الحاجة وهو قادر عليها يُخاف عليه من الإثم ..
لاحظنا كلنا في سوالف (وفي غيرها من المنتديات العربية) تحول مشاركات كثيرة عن مسارها الأصلي وتحولها إلى شجارات وسباب أحيانا .. يبدأ الموضوع بطريقة عادية وفجأة تأتي مشاركة فيها اتهام أو تسفيه للرأي أو توجيه بغلظة فتتسبب في إشعال فتيل المشاكل .. أو حتى يبدأ الموضوع الرئيسي بكلام فيه سب أو تشهير أو اتهام أو تسفيه .. وتبدأ الأصوات منادية بإغلاق الموضوع ويتحزب المشاركون ففريق في صف هذا وفريق في صف ذاك .. وغالبا ما تكون النهاية هي إغلاق الموضوع بواسطة مشرف ..
الأسئلة
ألا يعرف كل من يشارك في عمل كهذا أن كلامه ينقص من إيمانه كما في الحديث؟ وأن صمته أفضل من مشاركته؟
لنتصور عدم وجود مشرفين وأن الموضوع لن يغلق .. هل ستتفاقم الأمور لنجد المستوى انحط إلى ما دون ذلك؟
ما هي الفوائد التي حققها من شارك بمشاركات من هذا النوع؟ حتى على المستوى الشخصي .. هل انتقم لنفسه مثلا؟ هل أثبت للجميع أنه أفضلهم؟
إذا كان الله تعالى قد أمرنا أن ندعو الكفار إلى الإسلام بالموعظة وبالتي هي أحسن .. أفلا يكون أدعى أن نتخاطب فيما بيننا بالموعظة وبالتي هي أحسن؟
نظرة سريعة لحال المنتديات العربية الكبيرة (لأنها تشمل نماذج أكثر تعددا وتنوعا من الناس) تجعلنا نضع أيدينا على أهم أسباب المشاكل:
الاختلاف في الرأي
رغم أننا نحفظ جميعا "الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية" إلا أن من ينفذ هذه المقولة قليلون .. ما نشاهده هو أن يتقدم أحد برأي ما .. فيأتي من هو مقتنع برأي آخر لينقد رأيه ويبدي رأيا آخر .. فيقول الأول للثاني:
"أنت لا تعرف كيف تقرأ فأنا قلت كذا كذا" أو
"أنا عندي مواقع منذ كنت أنت في الحضانة" أو
"ما هذه العقلية التي أنتجت مثل هذا الرأي"
أو يرد عليه بهدوء فيرد الثاني بالردود السابقة ..
لماذا؟ هل تعرفون سبب المشكلة في هذه الحالة؟ السبب هو أن واحدا منهما (أو كليهما) لا يريد الوصول للحقيقة ومعرفتها .. وهذه نقطة خطيرة ..
لأن من لا يريد الوصول للمعلومة الصحيحة فيجب عليه أن يخرج من عالم تطوير مواقع الإنترنت نهائيا!
لماذا؟
لأن عالم تطوير المواقع بالذات معتمد على المعلومات الجديدة كل يوم أو كل أسبوع .. وبالتالي قد يكون ما أعرفه أنا قديما إذا لم أتابع ما يجري هذا الأسبوع في الإنترنت عن طريق مواقع مرجعية لي وعن طريق مشاركات سوالف وغيرها من المنتديات .. لذلك أكررها مرة أخرى:
من يناقش أو يجادل لهدف غير الوصول إلى الحقيقة لن ينجح
من ناحية أخرى .. لو كان كل منا يعرف كل شيء لما احتجنا إلى منتديات أو إلى التعايش مع بعض . لذلك كل منا يعرف شيئا غير الآخر لنفيد بعضنا البعض ..
سوء التفاهم
هذا بالتأكيد من سمات البشر .. ليس متوقعا أن يفهم كل الناس كل الناس .. ولذلك كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في البخاري "حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله و رسوله" .. وهو بمعنى حديث "أمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم" (لكنني توقفت عن الاستشهاد بالحديث الثاني لأن سنده ضعيف) ..
ومعناه أنك يجب أن تخاطب من أمامك على قدر ما يظهر لك من فهمه .. بدلا من أن تتكلم فيتكلم هو في موضوع آخر وتنشأ مشكلة ..
إذن وارد جدا أن تتحدث في موضوع فتفاجأ أن من أمامك أساء فهمه .. ما الذي ستستفيده من التقليل من حجمه أمام الناس؟ بهذا ستوغر صدره ولن يكون بينكما تعامل جيد فيما بعد .. لذلك:
اشرح وجهة نظرك بوضوح شديد ولا تتوقع أن يفهمها كل الناس - لكن لا تقلل من شأن من لم يفهمها
صورة الشخص أمام الناس
لا أقصد الرياء أو التظاهر .. لكن من المعروف أن الإنسان يحارب لكي تظل صورته أمام الناس جيدة وبراقة .. ولا مشكلة في ذلك ما لم يتحول هذا إلى رياء أو ظلم ..
فنجد واحدا يقلل من شأن واحد آخر .. فإذا بهذا الآخر ينتقي له كلمات تظهر "الواحد" الأول بمظهر من لا يفهم شيئا .. وهذا نابع من دفاع الآخر عن صورته .. فيكرر الأول نفس الخطأ ليدافع عن صورته وهكذا ..
رأيي الشخصي:
دافع عن صورتك أمام الناس - دون أن تشوهها تماما أمامهم وتكسب ذنوبا عن طريق تشويه صور الآخرين
النصح الخاطئ
مواضيع تكون عن مواقع فيها مواد قد لا يرضى الله عنها مثلا .. أو مواضيع تتعلق بأشياء غير لائقة .. طبعا يجب تقديم النصح .. لكن للأسف نجد العديد يقدمون النصح بطريقة تدفع صاحب الموضوع للدفاع عنه بشراسة (وهو يعرف أنه على باطل ويعرف أن كلامهم صحيح) .. وتكون النتيجة أن يصد هؤلاء الناصحون عن سبيل الله بدلا من النصح وأن يزيد صدود المسيء .. ويجب أن ننتبه هنا إلى نقطتين هامتين:
1- لا أحد منا معصوم من الذنوب والخطأ .. لذلك عندما تتكلم مع مخطئ تكلم وكأنك تنصح نفسك .. انتق الكلام الذي إذا سمعته أنت من ناصح تأثرت به ورجعت عن هذا الذنب أو الخطأ ... بهذا قد يؤدي نصحك عمله ..
2- صورة الشخص الآخر أمام الناس مهمه جدا .. حافظ عليها حفاظك على صورتك .. تذكر أن الله قال "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم" .. فإذا طبقناها على مستوى أصغر فالمفروض ألا تكون غليظا في النصح لئلا تزيد من خطأ المخطئ ..
لذلك:
إذا كنا قد أمرنا أن نكون رفقاء مع غير المسلمين فما بالك بالمسلمين؟
-------------
والله إنني أقرأ مشاركة فيها تجنّ واضح علي .. فأكتب ردا يستغرق نصف ساعة .. ثم أمسحه كله .. وأكتب من جديد .. ثم أمسحه .. ويكون الرد الثالث هو المراعي للنقاط السابقة لذلك أعرف أن الأمر ليس سهلا جدا .. لكنه ضروري جدا .. تكفينا ذنوبنا التي هي سر بيننا وبين الله وتتعلق بنا وبه .. دعونا لا نضف إليها ذنوبا منشورة بين الناس وتتعلق بنا وبيهم ويكون غفرانها متعلقة برضاهم!!
------------
وكما نعرف فعند دخول السوق المفروض أن نقول "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" 10 مرات ..
لذلك أنصحكم ونفسي عند دخول المنتديات أن نقرأ:
"وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا"